الأحد 26 أكتوبر 2025 - 11:36
اللواء جعفري: لدينا ما يكفي من الصواريخ ذات المديات المختلفة

وكالة الحوزة - قال القائد السابق لحرس الثورة الإسلامية اللواء محمد علي جعفري: "إن إيران ليست لديها أي قيود على عدد الصواريخ، وهذه القدرة تشمل أنواعًا مختلفة من الصواريخ ذات المديات المتنوعة، وقدرة البلاد في هذا المجال واسعة حقًا ولا حدود لها".

وكالة أنباء الحوزة - أشار اللواء جعفري في حوار صحفي بُث يوم أمس السبت، إلى قضايا إقليمية ودولية ومحلية، منها مستجدات جبهة المقاومة وأوضاع لبنان وحزب الله قائلاً: "كما قال قائد الثورة الإسلامية، فإن المقاومة ليست ظاهرة مادية يمكن هزيمتها. لو كانت المقاومة ظاهرة مادية، لما كان حزب الله موجودًا اليوم."

وأضاف: "على الرغم من الضربات القاسية التي تلقاها حزب الله، بما فيها فقدان قادته الرئيسيين، إلا أنه لا يزال صامدًا. ربما تمكن العدو من استهداف حوالي 30% من قدرات حزب الله، لكن 70% من هذه القدرات بقيت سليمة، وهذا بحد ذاته دليل على عمق وديناميكية المقاومة."

وأشار اللواء جعفري إلى الحرب الأخيرة بين المقاومة وكيان الاحتلال الإسرائيلي مؤكداً: "تلقى حزب الله ضربة مفاجئة، لكنه صمد ولم يسمح لكيان الاحتلال بالتقدم إلى الأمام. المقاومة وقفت، صدت العدو، وفي النهاية جرت مفاوضات لإنهاء الحرب. واليوم نسمع همسات بالتراجع عن مخطط نزع سلاح حزب الله، مما يدل على متانة المقاومة."

لماذا تم تحديد بعض المديات للصواريخ؟

ورداً على سؤال حول سبب تحديد بعض المديات للصواريخ الإيرانية، قال اللواء جعفري: "لم يكن لدينا قيود في العديد من المجالات لتطوير مدى الصواريخ، لكن كانت هناك توجيهات واعتبارات من القيادة، منها عدم زيادة المدى إلى ما هو أبعد بكثير من الاحتياجات الإقليمية لكي لا يشعر الأوروبيون بالتهديد. في النهاية، لم يكن تهديدنا الإقليمي في نطاق 2000 كيلومتر تقريباً؛ فكان الأعداء الإقليميون مثل كيان الاحتلال والقواعد الأمريكية ضمن نصف قطر محدد، ولم تكن هناك ضرورة لاستفزاز ما هو أبعد من ذلك."

وأكد: "حددت القرارات الكبرى لقائد الثورة والتوضيحات المتعلقة بمهام الجيش والحرس الثوري مسار تطوير القدرات الصاروخية والطائرات المسيرة، مما جعل جمهورية إيران الإسلامية تتبنى استراتيجية مناسبة للتهديدات غير المتكافئة التي تواجهها."

القدرات الحالية متميزة ومتفوقة

وأوضح القائد السابق للحرس الثوري: "أما اليوم، فالوضع مختلف تمامًا؛ فالدول الآن ليست فقط تعاني نقصًا، بل تظهر حاجة لبعض تقنياتنا، بما في ذلك الطائرات المسيرة ودقة التصويب النقطي للصواريخ. على الرغم من أن بعض اللاعبين قد يكون لديهم قدرات في المدى وحجم القدرات، إلا أن ما حققناه في مجال الدقة والنماذج التكنولوجية للصواريخ متميز ومتفوق في بعض الجوانب."

وأكد أن التقدم الحالي لإيران في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة هو نتيجة مسار استمر 20 إلى 30 عامًا، قائلاً: "لا يمكن القول إنه إذا كانت الأموال المتاحة أكثر لزادت سرعة التقدم بشكل ملحوظ؛ لأن النجاحات الحالية هي، أكثر من أي شيء آخر، نتيجة للتخطيط طويل الأمد، والتركيز الداخلي، والابتكار التشغيلي."

مواجهتنا مع إسرائيل لم تكن حربًا شاملة

وتحدث القائد السابق للحرس الثوري عن عملية "الوعد الصادق 2" ومقارنتها بالحروب الكلاسيكية قائلاً: "للحرب تعريفها، وعندما نقول الوعد الصادق 2 فقد تم مراعاة هذه التعريفات. إذا قارناها بحرب الثماني سنوات، كانت الظروف مختلفة تمامًا. في تلك الحرب التي استمرت 12 يومًا، لم تتضرر البنى التحتية للبلاد، ولم يشعر الناس بأي نقص؛ لم ينقطع الكهرباء والغاز، وتم توفير الوقود بكميات كافية. حتى في الأيام التي زاد فيها الطلب على البنزين تم تلبية الاحتياجات. لذلك، لم يتشكل الشعور الحقيقي بالحرب لدى الناس."

وأشار إلى أن استخدام كلمة "حرب" للمواجهة الأخيرة كان فقط بسبب طول مدة العملية، قائلاً: "لم تكن هذه العملية شاملة، ولم يحدث تبادل بري، وكانت هناك قيود في الخليج الفارسي أيضًا، ولكن على أي حال حدث تبادل إطلاق نار حقيقي. لا يمكننا مقارنة هذه الحرب بالنماذج الكلاسيكية في العالم. حتى حروب الأيام الستة، أو حروب حزب الله مع الكيان الصهيوني، أو اشتباكات اليمن مع إسرائيل كانت لها اشتباكات وتبادل نار أكبر."

وأضاف اللواء جعفري: "إسرائيل تعلم جيدًا أن إيران، بمساحتها وسكانها وقدراتها، لن تخوض حربًا شاملة معها. الدعم الأميركي مؤثر في قدرة كيان الاحتلال، وبدونه لم تكن التحركات ممكنة. تحليلات أعدائنا في ذلك الوقت نجمت عن قلة المعلومات والفهم الناقص لقدرات وشعب إيران، ويبدو أنها كانت أحيانًا مضحكة."

مخزوننا الصاروخي بمديات مختلفة كافٍ

وتحدث القائد السابق للحرس الثوري عن القدرات الصاروخية للبلاد قائلاً: "التركيز على تطوير هذه القدرات أدى إلى إنشاء وتجهيز مدن صاروخية تحت الجبال في جميع أنحاء إيران، وهذه المدن الآن مليئة بالصواريخ."

وأضاف: "على الرغم من أن بعض الأقسام قد تكون أفرغت، إلا أنه حتى الآن لم تتضرر أي من هذه المدن. ربما تم استهداف المداخل أو يتم تجهيزها للإطلاق اللاحق، لكن الهيكل الرئيسي والصواريخ بقيت سليمة."

واستذكر اللواء جعفري: "ليس لدينا قيود على عدد الصواريخ، وبالنظر إلى المخزون الحالي، إذا أردنا يمكننا افتتاح مدينة صاروخية كل أسبوع واستمرار هذه العملية لمدة عامين."

وأكد: "هذه القدرة تشمل مختلف أنواع الصواريخ ذات المديات المختلفة، وقدرة البلاد في هذا المجال واسعة حقًا ولا حدود لها."

العدو إذا كان عاقلًا لن يهاجم إيران

وتحدث اللواء جعفري حول احتمال وقوع الحرب قائلاً: "هل ستحدث الحرب مرة أخرى؟ الحقيقة أن هذا الأمر لا يمكن التنبؤ به. إذا أراد العدو اتخاذ قرار عسكري وعقلاني، فلا ينبغي له ذلك. قد يقدم العدو على مجازفة، لكن يجب مراعاة أن النماذج السابقة أظهرت أن إرادة العدو تتأثر بالإرادة الإلهية وإرادة الشعب."

وأضاف: "قد يتصور العدو أنه إذا تحرك بسرعة، فلن يمنحنا فرصة معالجة نقاط ضعفنا وزيادة جاهزيتنا. لذلك قد يستعجل. في المقابل، تبعات بدء الحرب، والضغوط الاقتصادية، والخسائر التي لحقت بالعدو حتى الآن، تمنعه من اتخاذ قرار متسرع. حتى الحسابات السياسية والداخلية، مثل وضع رئيس وزراء إسرائيل وضرورة الحفاظ على منصبه، تؤثر على هذا القرار."

وأكد اللواء جعفري: "آليات والعقوبات وتمهيدات العدو قد تهيئ الظروف للأعمال العدائية، لكن خبرة واستعداد القوات المسلحة الإيرانية وتضامن الشعب تظهر أن أي عدوان سيُواجه برد مناسب. لذلك، بدء الحرب ليس أمراً مؤكداً، بل يعتمد دائماً على حسابات وقرارات العدو."

الكيان الصهيوني تلقى ضربة قاسية في حرب الـ12 يوماً؛ الشعب الإيراني لم يشعر بالهزيمة

وتحدث جعفري عن حرب الـ12 يومًا مع كيان الاحتلال قائلاً: "في هذه الحرب، وجهنا ضربة كبيرة للعدو. الشعب الإيراني خلال هذه الأيام الـ12 لم يشعر بأي هزيمة، وهذا أمر مؤكد."

وتابع: "بناءً على التقييمات والمراقبات الدولية، الكيان الصهيوني هُزم في هذه الحرب، ولم يحقق أهدافه. الخسائر التي تكبدها من الناحية المالية والمعنوية والنفسية تبلغ أضعاف الخسائر التي لحقت بنا. النقطة الوحيدة التي يتفوق فيها العدو هي التفوق المعلوماتي والمفاجأة في بعض الحالات التي استهدفت بعض قادتنا وعلمائنا، ولكن مقارنة بالخسائر التي ألحقناها به، فإن هذه الخسائر أقل بكثير."

لم نكشف عن جميع أوراقنا الرابحة

وأوضح أسباب عدم استخدام قدرات القوات البحرية الإيرانية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز خلال حرب الـ12 يومًا الأخيرة قائلاً: "يجب الاحتفاظ ببعض هذه القدرات للظروف المستقبلية. ظروف حرب الـ12 يوماً لم تصل إلى الحد الذي يستدعي استخدامها، ولكن في حالة تصاعد الأزمة وتفاقم الظروف، سيكون استخدام هذه القدرات ضروريًا وفعالًا."

وأشار إلى القدرات الحالية للقوات البحرية الإيرانية قائلاً: "القوة البحرية الإيرانية اليوم مجهزة بصواريخ بحر-بحر وساحل-بحر وحتى صواريخ باليستية يمكنها استهداف سفن العدو أثناء حركتها. هذه المنظومات تم استخدامها في العمليات الأخيرة ضد الجماعات الإرهابية والأهداف الاستراتيجية، وقابليتها للنقل جعلت العمليات في المناطق البعيدة ممكنة أيضًا."

العدو يعلم جيدًا أن نقطة ضعفه الرئيسية هي الخليج الفارسي

وأكد اللواء جعفري: "العدو يعلم جيداً أن نقطة ضعفهم الرئيسية في الخليج الفارسي، ولهذا يسعى إلى خوض حروب محدودة ومسيطر عليها. تجربة حرب الثماني سنوات وعمليات الثمانينيات تظهر أن تهديد هذه المنطقة حاسم للعدو للغاية، وحتى اقتصادات الدول الغربية وأمريكا تتأثر."

ورداً على سؤال حول احتمال إغلاق مضيق هرمز في المستقبل، قال: "إغلاق المضيق يعتمد على شدة الحرب والظروف القادمة. إذا أراد العدو استهداف بنيتنا التحتية الحيوية وممارسة ضغط اقتصادي واجتماعي، فليس مستبعدًا أن تقوم إيران بهذا الإجراء للدفاع عن نفسها وممارسة ضغط مقابل."

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha